ولد عبد الله بن عباس في مكة عام 619 م (3 سنوات قبل الهجرة) لعشيرة بني هاشم المرموقة، وكان له امتياز فريد كونه ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مما سمح له بالتعلم مباشرة من تعاليم النبي، وعندما كان صبيا صغيرا، كان عبد الله بن عباس يرافق الرسول كثيرًا ويتعلم منه، ويستوعب المعرفة ويكتسب نظرة ثاقبة لرسالة الإسلام.
طلب العلم
كان سعي عبد الله بن عباس للمعرفة لا مثيل له، وكان فهمه للقرآن وتفاصيل الفقه عميقًا جدًا، فقد كرس نفسه للدراسة تحت وصاية علماء مشهورين في عصره، وأنعم الله عليه بذاكرة قوية، تمكنه من حفظ وفهم معاني القرآن والشروحات التفصيلية لآياته، ونتيجة لذلك أصبح شخصية موثوقة في تفسير القرآن ولعب دورًا مهمًا في تشكيل الفقه الإسلامي.
مساهمات عبدالله بن عباس
كان لعبد الله بن عباس رضي الله عنه إسهامات عظيمة في الدراسات الإسلامية، واشتهر بتفسيره وفهمه للقرآن، المعروف باسم تفسير ابن عباس، وقدم نظرة ثاقبة لمعاني وسياقات الآيات المختلفة، مما جعل من علمه مرجعًا لا يقدر بثمن لعلماء وطلاب العلم حتى يومنا هذا.
علاوة على ذلك، فإن خبرة عبد الله بن عباس في الفقه الإسلامي كانت مطلوبة من قبل كل من الحكام والعلماء، وكانت لآرائه وأحكامه القانونية وزنًا كبيرًا وفي كثير من الأحيان لحل المسائل القانونية المعقدة، وامتد تفانيه في الحفاظ على تعاليم الإسلام إلى جمع وتصنيف الأحاديث النبوية وأحاديث وأفعال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما لعب دورًا محوريًا في حفظ الحديث ونقله إلى الأجيال اللاحقة، وضمان صحة ودقة الحديث النبوي.
ولا يزال إرث عبد الله بن عباس منارة للمعرفة والحكمة ومصدر إلهام لعلماء وطلاب الإسلام، وكان تركيزه على فهم القرآن في سياقه الصحيح ونهجه الدقيق في دراسة المعرفة الإسلامية والحفاظ عليها بمثابة نموذج لطالبي العلم اليوم.
في الختام، يظل تفاني عبد الله بن عباس مدى الحياة في اكتساب المعرفة والحفاظ عليها ونشرها مصدر إلهام للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء، وإن فهمه العميق للقرآن والفقه الإسلامي، إلى جانب حكمته ورأفته، يجعله شخصية نموذجية في تاريخ الإسلام، ولا يزال إرث عبد الله بن عباس ينير طريق المعرفة والفهم، ويذكرنا بأهمية البحث عن المعرفة والعلم واستغلالها في خدمة الإنسانية.