أعلنت روسيا أنها أحبطت اليوم الخميس هجوما جديدا بطائرة مسيّرة على موسكو، في حين قال مسؤول أوكراني إن قوات بلاده تتطلع للوصول إلى حدود شبه جزيرة القرم بعد إحرازها تقدما في الجبهة الجنوبية.
وقال عمدة موسكو إن الدفاعات الجوية أسقطت صباح اليوم طائرة مسيرة كانت تحلق باتجاه موسكو بدون وقوع خسائر.
ونقلت صحيفة “كومرسانت” الروسية عن موقع إلكتروني لتتبع الرحلات الجوية أن أكثر من 40 رحلة تأخرت صباح اليوم في مطاري فنوكوفو ودوموديدوفو بالعاصمة الروسية، بدون تحديد سبب التأخير.
ويأتي هذا التطور بعد يوم شهد هجمات أوكرانية واسعة بالمسيّرات استهدفت مناطق عدة في شمال غرب روسيا، بما في ذلك قصف طائرات نقل عسكرية في مطار بسكوف.
واستؤنفت اليوم حركة الملاحة الجوية بمطار بسكوف بشكل طبيعي، وفق الوكالة الفدرالية الروسية للنقل الجوي.
وردا على هجمات أمس، أعلنت موسكو أن قواتها استهدفت مراكز للقيادة والاستخبارات الأوكرانية، وذلك بعد ساعات من شنها هجوما بالمسيّرات والصواريخ على كييف وُصف بأنه الأعنف منذ الربيع الماضي.
وفي الآونة الأخيرة، تصاعدت الهجمات الأوكرانية بالمسيرات على موسكو، واضطرت السلطات الروسية مرارا لوقف حركة الملاحة مؤقتا في مطارات العاصمة.
بدورها، قالت سلطات القرم إن الدفاعات الجوية أسقطت الليلة الماضية صاروخا أوكرانيا مجنحا شرق شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا إليها عام 2014.
وأضافت السلطات أن شظايا الصاروخ تسببت في ضرر بأحد خطوط الكهرباء ذات الضغط العالي.
“الحرب تقترب من روسيا”
وتعليقا على الهجمات التي استهدفت أمس الأربعاء مطار بسكوف قرب حدود إستونيا ولاتفيا وبيلاروسيا على بعد حوالي 800 كيلومتر من أوكرانيا، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك على منصة “إكس” إن “الحرب تقترب أكثر فأكثر من روسيا، ولا يمكن إيقافها”.
من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أمس الأربعاء أمام دبلوماسيين فرنسيين خلال زيارته لباريس إن التقدم الذي أحرزه الجيش الأوكراني في مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق) يفتح له الطريق باتجاه حدود القرم.
وأضاف كوليبا “من خلال ترسيخ وجودنا في أطراف (قرية) روبوتين، نفتح الطريق إلى توكماك وأخيرا ميليتوبول وحتى الحدود (الإدارية) للقرم”.
وكان الجيش الأوكراني أعلن الاثنين أنه سيطر على قرية روبوتين الإستراتيجية، لكن الجيش الروسي لم يؤكد ذلك، وتحدث عن معارك عنيفة لا تزال تدور في المنطقة.
وتعد توكماك بالإضافة إلى ميليتوبول وبرديانسك الواقعتين على بحر آزوف من المدن الرئيسية في الجزء الخاضع للسيطرة الروسية في مقاطعة زاباروجيا.
وفي الجبهة نفسها، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية اليوم الخميس أن قواتها واصلت عملياتها الهجومية باتجاه ميليتوبول وحصّنت المواقع التي سيطرت عليها.
وفي جبهة دونيتسك (شرق)، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية أن قواتها تحرز تقدما جنوب مدينة باخموت وتعزز مواقعها هناك، وتحدثت عن إحباط هجمات روسية باتجاه مدينتي باخموت وليمان.
وفي الإطار، أعلن الجيش الأوكراني في وقت مبكر اليوم الخميس أن 6 طيارين لقوا حتفهم الثلاثاء على متن مروحيتين من طراز مي-8 خلال تنفيذ مهام حول باخموت الخاضعة للسيطرة الروسية منذ مايو/أيار الماضي.
وقال موقع “أوكراينسكا برافدا” الإخباري إن الحادث وقع بالقرب من مدينة كراماتورسك غرب باخموت، مشيرا إلى أن المروحيتين دمرتا بالكامل وعثر على جثث الطيارين في الموقع.
الضمانات الأمنية
في غضون ذلك، وصف ألكسندر غروشكو، نائب وزير الخارجية الروسي، تصريحات باريس بشأن إمكانية تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا بأنها خطوة ستؤدي إلى مزيد من التصعيد.
وقال غروشكو في مقابلة صحفية إن توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا خطوة من شأنها أن ترفع مستوى مخاطر ما وصفها بحرب الغرب الهجينة على روسيا.
ودعا المسؤول الروسي الفرنسيين إلى أن يفهموا أن هذا الأمر ينطوي على مخاطر متزايدة لأمن فرنسا نفسها، قائلا إن الغرب يدرك مخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا.
وفي وقت سابق، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إن موضوع الضمانات الأمنية لأوكرانيا من فرنسا قيد المناقشة.
من جانبه، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس الأربعاء إن الاتحاد سيبحث سبل توفير الضمانات الأمنية لأوكرانيا على المدى البعيد وليس فقط الآن خلال الحرب.
وأضاف بوريل أنه ناقش مع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي الدعم طويل المدى لأوكرانيا.
وفيما يتعلق بالمساعدات العسكرية، ذكرت مجلة ديرشبيغل أن ألمانيا زودت أوكرانيا بـ10 دبابات إضافية من طراز ليبارد 1، وكذلك منظومة المراقبة الجوية “تي آر إم إل” -التي تستخدم في منظومة الدفاع الجوي “إيريس”- إضافة إلى ذخائر ومستشفى ميداني و16 مسيّرة للاستطلاع.
